الجالس
بعد أن جلس على كرسيه وهو يرتعش ، أترع كأساً في جوفه ، فظل جالساً وهو الآمر والناهي ، رأى من حوله الخدم والأمراء والوزراء ، والحراس منتشرين في أرجاء القصر 0
صرخ بعالي صوته وقال : ( هيا .. استعدوا للقتال ، سَنُعيد كل ما أُغتُصِبَ منا ، أعطوني سلاحي ، لقد صممت على القتال ، من يضنون أنفسهم .. هه ؟ ، أنا فارس فرسان الأرض ) سحب سيفهُ ولوح به يميناً وشمالاً حتى اقترب من الكرسي وضربه بقوه ، فكسر شيئاً بسيطاً منه ، ضحك وقال : ( انظروا هذا الأول وقد مات ، هيا .. هيا إلى القتال ) ، عَزفوا الموسيقى الحربية ، وقرعوا طبول الحرب .
خَرج من شرفة القصر وأخذ يخطب في الحاضرين متفنناً في خطبته : ( أيها الناس .. أيها الناس ، لقد مللنا الجلوس والسكوت على الذلّ ، تلاعبوا بنا وأخذوا ما أخذوا منا ، واليوم سنخوض الحرب ضدهم ، لن نعيش بقية حياتنا صامتين ، لنذهب لهم ونقاتلهم ، فنحن لا نهابهم ، نحن أبطال .. نعم أبطال ، هيا يا رجال ، من له استطاعة في القتال ، لينظم إلينا في الحال .. ) 0
توجه إلى جيشه ، ورأى الجميع على أهبة الاستعداد ، ابتسم ابتسامة عريضة وأتبعها بقهقهةٍ عالية وتقدم ليركب حصانه المسرج بسرجٍ مذهب ووضع رجله في الركاب واستعد لامتطاء الحصان ، فقفز قفزة فارسٍ عظيم وركب ، أصابه الدوار فسقط على الأرض 0
نهض ليركب مرة أخرى ، وعندما حاول سقط0
حاول مراراً فلم يستطع ، حتى ضعفت قواه ، وبدأ جسمه بالارتعاش مرةً أُخرى ، عاد إلى كرسيه وجلس يرشف كأساً آخر ، وهو يرتعش في مكانه 0